سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

هو سلمان ابن الإسلام أبو عبد الله سابق الفرس إلى الإسلام صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.

وخدمه وحدث عنه وكان يقال له سلمان الخير يكنى أبا عبد الله أصله من اصبهان وقيل من رام هرمز وقيل من قرية يقال لها جس كان من فضلاء الصحابة وزهادهم وعلمائهم روى عنه ابن عباس وانس بن مالك وأبو الطفيل وأبو عثمان الهندي وشرحبيل بن السمط وأبو قرة سلمه بن معاوية وغيرهم .

آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين الصحابي الجليل أبي الدرداء وأول مشاهده الخندق ولم يتخلف عن مشهد بعدها توفي في خلافة الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في المدائن في سنة 36 هـ * وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه : (( إن الجنة لتشتاق لثلاثة علي وعمار وسلمان )) أخرجه الترمذي وقال عنه حديث حسن .

وهذه قصته مختصره

* كان سيدنا سلمان الفارسي في بداية حياته اجتهد في المجوسية حتى كان قاطن النار الذي يوقدها وبعدها اعتنق المسيحية فيقول : مررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا ادري ما أمر الناس فدخلت إليهم انظر ما يصنعون
فلما رايتهم اعجبتي صلواتهم ورغبت في أمرهم وقلت والله خيرا ً من الدين الذي نحن فعليه * أي توحديه دين المجوسية فأصبحت احد الرهبان فلما حضرته الوفاة قلت أوصيني وكان هذا الذي صحبته زاهدا ً في الدنيا فأوصاني أن اذهب إلى رجل بالموصل فأتيه * فانك ستجده على مثل حالي من الاجتهاد والزهد فذهبت اليه فوجدته كذلك فلما حضرته الوفاة قلت له أوصني : قال إن نبياً يبعث من الحرم مهاجراً الى ارض سجيه ذات نخيل وان فيه علامات لا تخفى * بين كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فان استطعت أن تذهب إلى تلك البلاد فافعل فلما مات أقمت حتى مرَّ بي رجال من تجار العرب من كلب فقلت لهم تحملوني إلى ارض العرب وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه قالوا نعم إذ جاؤوا بي وادي القرى فظلموني وباعوني عبداً من رجل زفر بوادي القرى فو الله لقد رأيت النخل وطمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي الراهب وما حققت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى .

فخرج بي حتى قدمنا المدينة فو الله ما هو إلا أن رايتها فعرفت نفسها فأقمت في رقي وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة حتى قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة فلما جاء المساء وكان عندي شيء من طعام فحملته وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فقلت له بلغني انك رجل صالح وان معك أصحاب لك قرباء وقد كان عندي شيء من الصدقة فرايتكم أفقر بهذه البلاد وعندي شيء من الطعام فكل منه قال فامسك وقال لأصحابه كلوا فقلت في نفسي هذه خله مما وصف لي صاحبي ثم رجعت وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به فقلت إني قد رايتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم واكل أصحابه فقلت هذه خلتان ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشيع جنازة هو وأصحابه فاستدرت انظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي فلما راني استدبر ته عرف إني استثبت في شيء وصف لي فالقي رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه اقبله وابكي وقصصت له قصتي واعتقه الرسول صلى الله عليه وسلم فعندما حضر موقعة الخندق كان حراً رضي الله عنه وأرضاه .